عبد المحسن الجحلان
تثبت الأحداث داخل أروقة نادي الهلال أن هذا الكيان له خاصية تختلف عن بقية الأندية، وبالتالي جاء توقيع أشهر وأفضل لاعب سعودي ياسر القحطاني بدون مزايدات ليؤكد أن لاعبي الهلال هذا ديدنهم لا يلتفتون للملايين بقدر عشق الكيان، وكان يسبق ياسر نجوم أحادية تجسد ذلك أمثال الجابر والدعيع والثنيان والتمياط والبقية وأخيراً الشلهوب والدوسري والزوري علاوة على لاعبي الفرق الأخرى أمثال أسامة هوساوي وعيسى المحياني وتحديداً الأخير الذي فضل الهلال على جميع الأندية الأخرى حينما قال كلمته المشهورة (استخرت الله)، وبالتالي لن أفارق محطة الهلال مهما كانت الإغراءات حتى لو وصل الأمر للاعتزال. أشياء وأشياء تلوح داخل الأفق الهلالي سواء على صعيد اللاعبين المحليين أو الأجانب في رغبتهم الجامحة للبقاء داخل نادي الهلال ولا يفارقونه. قد يقول قائل إن هذا النادي يفضله النجوم لجماهيريته العريضة وبطولاته المتعددة إلى جانب الحظوة الإعلامية التي يكتسبها، وربما أن هذه المواصفات تتواجد في الأندية التي تنافسه غير أن نيران المشاكل تشتعل بين اللاعبين، فها هو الاتحاد النادي الكبير لم ينتهِ بعد من مشكلة تجديد عقد (نور)، ومن قبله المهاجم هزازي، وما دار من إشكالات حول كريري والمنتشري الذي كان قريباً من التوقيع للهلاليين غير أن تلك الرغبة عجلت في تجديد عقده.
والحال ذاتها بالنسبة للنصر، حيث كانت رغبة أبرز لاعب في الفريق سعد الحارثي متجهة صوب البيت الهلالي غير أن أخلاقيات رئيس النادي عبدالرحمن بن مساعد لم يقبل الدخول في سكة الحارثي مع ناديه.
وعلى صعيد اللاعبين الأجانب فلم يسبق لأي لاعب أجنبي مثّل الهلال بأن رفع شارة المزايدات أو طلب فسخ عقده، بل إن السواد الأعظم منهم رغم نجوميته يؤكد أن الهلال له الأولوية في تجديد العقد، وهذا تأكيد آخر على أن الأجواء النقية داخل أروقة النادي مليئة بالهواء الجميل الذي يساعد على التحرك دون انحباس في الرئتين.. حتى أن اللاعبين الذين لا يحتاجهم الفريق يمنحون مخالصات برضا الطرفين.
لا أود الاستطراد عن الأجواء النقية في الهلال والتي عرفت منذ البدايات الأولى لهذا النادي، ولهذا ظل الهلاليون أوفياء مع أبنائهم كحال لاعبيهم عندما يرتدون شعارهم فهم لا يرغبون في خلع الفانلة الزرقاء.. وإن كان لكل قاعدة شواذ فقد سبق وأن خرج من الدائرة الهلالية الثنائي خميس العويران ثم أحمد الدوخي غير أن هذا الثنائي كانت نهايتهما ليست كما كانا ينشدان، فالأول طويت صفحاته (عنوة)، والدوخي لا يزال يعيش حالة تشتت وغياب الاستقرار منذ اللحظة التي خرج فيها من بوابة الهلال.
عموماً ما يحدث داخل أروقة نادي الهلال يستحق التوقف والإعجاب، فهذا النادي يجسد المعنى الحقيقي لصرح رياضي يحمل كل المواصفات المتميزة، وبالتالي لا يمكن أن تنتصر الملايين على عشق الهلال الذي فرضه الواقع الملموس، ولا يمكن أن تتدخل فيها بهرجة الصحف أو محاولة الظهور بثوب مزيف تكشفه الأيام عندما تلوح المشاكل على سطح النادي.
آخر الكلام
لا يصح إلى الصحيح