صدى الواقع
الهلال فريق الحكام
خالد المشيطي
يحلو لمن لا يطيق رائحة الهلال استفزاز جمهوره وأحيانا مداعبتهم بقوله: أنتم فريق الحكام، الجاهل فضلا عن العالم يعرف أن الأخطاء التحكيمية مجرد أخطاء تخدم الهلال قليلا وتضره كثيرا، لكن الهوى والتعصب يقلبان الحق باطلا، الهلال وغيره له مثلما عليه، من السهل أن تقول: الهلال فريق التحكيم، لكنه كلام إنشائي فارغ الكل يستطيع قوله ولا يجب أن يقبله أحد، تستطيع أن تجعل من أطهر الناس مجرما إن ذكرت فقط سلبياته وأغفلت إيجابياته، (إن من البيان لسحرا).
أذكر أنني دخلت على شلة في استراحة، كانت الغرفة مظلمة على غير العادة، وعلى غير العادة أيضا غشيهم الهدوء والسكينة وكأنها نزلت عليهم عاصفة ثلجية جمدتهم، فقط أبصارهم مصوبة نحو شاشة التلفزيون، فعلت كما فعلوا وتابعت ما يتابعون، كان التلفزيون يعرض واحدا من ثلاثة أشرطة فيديو تتحدث عن سلبيات الهلال، لقطات من أخطاء تحكيمية جاءت لصالحه، ولقطات محدودة جدا لعنف صدر من بعض لاعبيه، وقصاصات لمقالات ذمته، وأحاديث مسجلة لشخصيات اشتكت منه، الخ، مصحوبة بموسيقى حزينة تجلب الحزن وتحرض على كره الهلال وكأنه يعرض سيرة أحد المجرمين، استعرضَت كل سلبياته منذ تأسيسه حتى وقت تجهيز تلك الأشرطة، كان واضحا أن من أنتجها تعب عليها سنوات ليعدها من ملحق بيته، قلت لهم: لو تم إعداد برنامج عن الأخطاء التي ارتكبت ضد الهلال لاحتاج إلى افتتاح قناة فضائية يكون اسمها (ظلم الهلال)، وحسنا ما فعله المركز الإعلامي حينما رصد فقط في الموسم الماضي نحو تسعين خطأ ضد الهلال، قلت أيضا: (كفى المرء نبلا أن تعد معايبه).
كل سلبية في الهلال سترصد لينتج منها صاحب الملحق شريطا جديدا، حتى حديث رئيسه السابق الأمير محمد بن فيصل ذكر في معرض حديث طويل أن التحكيم خدم الهلال، كان يريد أن يبين أن التحكيم كما خدم الهلال فإنه ضره، لكن من يكره الهلال أخذ الجزء الذي يخدمه من النص وتجاهل الجزء الأهم الباقي، ثم جعله مستندا يستشهد به ضمن عشرات أخرى جمعها في أرشيف الهلال فريق الحكام وكتب عليه (وشهد شاهد من أهلها).
أثناء الموسم ترتب حملة ضد الهلال لتجعل كل حكم يحرص إلى أن يخرج من تهمة تشجيع الهلال، يعبث في الهلال خشية أن يتهم بأنه هلالي، وبهذا السلاح يقتل الهلال، من حسن حظ الهلال وليس من سوئه أنه بدأ رحلته الموسمية مع أزمة التحكيم مبكرة جدا في أول لقاءاته مع القادسية حينما لم تحتسب له ضربتا جزاء، معلومة تُقدم إلى منتج الأشرطة التي ذكرت أعلاه، ولكل من يكره الهلال، والفواجع في الطريق.
يمكن اعتبار هذه المقالة افتتاحية لمشاركات تذكر الأخطاء التي خدمت الهلال أو التي أضرته، كونوا منصفين.