علي الزهراني
لو لم يكن سامي الجابر مثقفاً لما نجح كقائد ولما احتفلت به قائمة التاريخ.
ـ بل إن بيليه وبيكنباور وكرويف وبلاتيني هم كذلك لو لم تصبح الثقافة مقرونة بمهاراتهم لما وصلوا إلى تلك المكانة التي وضعتهم كسفراء لبلدانهم.
ـ في الكرة النجومية حق يكتسب بالوعي وتكتمل أطرافه بالثقافة وبعقلية تعي دور صحابها وتدرك لغة الخطاب كون لغة أي لاعب موهوب هي ما يضيف له النجاح كما هي ما يزج باسمه في كتب التاريخ.
ـ محلياً لن أسهب في نبش تلك الأوراق بحثاً عن سامي والتمياط بقدر ما يهمني القول بأن جيل ياسر ومحمد نور ومالك معاذ جيل موهوب.. مبدع.. مهاري لكن دون ثقافة، وإذا ما دللت على هذه الحقيقة فالدليل أن البعض ذهب ضحية الركض وراء المال فيما البعض الآخر ضاعت به الخطوات دون قدرة على حبك تصريح يمكن اعتباره وثيقة تنصفه عندما نحلل واقع المتحدث ولسانه.
ـ قد يتساءل البعض عن كيف نصنع نجماً موهوباً ومتحدثاً ومثقفاً، وهل هذه الصناعة مسؤولية النادي أم أنها مسؤولية اللاعب نفسه.
ـ وللإجابة على مثل هذا السؤال أرى أن العملية مشتركة، فالنادي مسؤول واللاعب مسؤول وإن قلت الإعلام مع الجمهور يكمل جوانب المسؤولية فهذا قد يصبح منطقياً كون حلقة بناء جيل كروي يتسم بالمهارة ويتسم بالوعي يظل في أمس الحاجة للنادي وللجمهور وللاعب ولدور تكون فيه الكلمة للإعلام واجبة.
ـ تملك الكرة السعودية لاعبين مهاراتهم داخل ميادين كرة القدم لا تقل عن مهارات ميسي وروبينهو وكاكا لكن الفارق الذي يميل لمن هم خارج حدودنا هو فارق وعي فارق نضج وفارق ثقافة، وهذه الأخيرة متى ما أوجدناها لتكون من أساسيات اللاعب السعودي عندها سنختصر كل المسافات ومعها ستصبح فرص المنافسة عالمياً وليس إقليمياً أو قارياً واردة.
ـ على النادي تقع المسؤولية الأولى، فاللاعب السعودي الموهوب يحتاج لجرعات تثقيف في التعامل مع وسائل الإعلام ومع الجمهور ومع الخصوم، فهذه من شروط التطوير فالتطوير الحقيقي يبدأ بالعقل قبل أن يبدأ بالقدم فهل نستوعب ذلك.. أتمنى.. وسلامتكم.