خرج الهلال وودع البطولة الآسيوية، وضاع الحلم وتكاثرت الهموم، هذا واقع عاشته الكرة السعودية ليلة الأربعاء بخروج الشباب ثم الهلال من البطولة التي كانوا يتمنوا أن تكون نهايتها خضراء بألوان علم السعودية المزين بالشهادة الإسلامية.
وكان طبيعياً بعد أن رَسم بعض أنصار الكرة السعودية سيناريوهات كثيرة لنهائي الكأس البعيدة عن منال خزائن المملكة السعودية منذ سنوات طوال أن تتكارث الهموم وتتبعثر الأوراق وتتناثر المشاكل هنا وهناك، فهي البطولة التي كان يترقبها الجميع خاصةً الجماهير الهلالية في أخر أيام المدرب البلجيكي المخضرم "جريتس" وبعد فوز الفريق بالدوري وكأس ولي العهد، ولكنهما (البطولتان) لم يشفعا عند جماهير الموج الأزرق التي ابلت بلاءاً حسناً في مباراة الإياب وحضرت بأعداداً ليست غفيرة فقط بل هي قياسية إذ بلغ تعدادها ما يقرب (السبعون ألفاً)، ولكن وآه من (ولكن)، خرجوا مكسوري الخاطر مشغولي البال بالمستقبل المظلم بعد هذه الضربة الموجعة على أرضية ميدانهم أمام الفريق الإيراني "ذوب آهن أصفهان" والفشل الكبير الذي أظهره القحطاني ورفاقه بعدم إسعادهم بالترشح للنهائي.
ولأن أسباب موت الحلم واحدة لكن ضياعـه (واحد) قررنا أن نتحدث اليوم عن مجموعة من العوامل التي أدت لتلك الهزيمة المفجعة والتي عكرت صفو الشارع الرياضي السعودي وبالطبع العربي لمن يعشق تراب هذا البلد الكريم، المعتق بالمواهب الحقيقية.
ترى ماذا حدث؟ ولماذا آلت الموقعة لهذه النتيجة؟ هذا ما سنتعرف عليه في النقاط القادمة:
الضغط الجماهيري والإعلامي الخادع
الإعلام المخادع ضحك على الهلاليين وعلى الجماهير وعلى الادارة وكل ما يخص الهلال ، أوهم الإعلام محبي الهلال وعشاقه بأن الهلال بات في النهائي وعليه أن ينتظر لمن ستكون التذكرة الأخرى في المباراة النهائية .
تغنى الجميع بما قدمه الفريق في ايران وتناسوا أن مباراة ايران كانت شوطاً واحداً وكان الشوط الآخر في الرياض وياله من شوط لن تنساه الجماهير الهلالية .
عاش الجميع على حلم الفوز بأكثر من هدف وأن لقاء الإياب سيكون نزهة للهلاليين ولكن احترم ذوباهان اللقاء ووضع فوزه الأول نصب عينيه وحافظ على تقدمه فكانت تذكرة اليابان ونهائي آسيا تخطبان وده وود لاعبيه .
جماهير الهلال وعلى الرغم من حضورها المميز إلا أنه فيما يبدو كان لها تأثيراً سيئاً على الفريق إذا بات اللاعبون وكأنهم يجرون أكياس من الرمال في أرجلهم ، الجميع يخشى الخطأ فكان الخطأ ، ارتبك اللاعبين فلم يظهر الفريق بما نعرفه عنه .
أجانب الهلال خذلوه !
نجوم الملايين ، لاعبو الدوريات الأوروبية وأقوى الفرق الأوروبية سابقاً خارت قواهم أمام ذوباهان الإيراني ، أين نيفيز صاحب الأربعة ملايين يورو ، لن أتحدث عن ويلي فالجميع سيعرف ماذا سيكون الحديث عنه حتى النجم الذي طالما تغنت الجماهير وهتفت بإسمه لي يونج بيو الكوري الجنوبي التي اعطته الجماهير جائزة أفضل لاعب الموسم الماضي ، قدم شكره للجماهير على حسن تشجيعها له ولكن بطريقته الخاصة والتي جعلت من الجماهير تخرج من ملعب المباراة قبيل النهاية بأكثر من ثلث ساعة ، نجم الفريق خرج عن شعوره وضرب اللاعب المنافس بدون كرة فاستحق الطرد واستحق القضاء على فريقه المهزوم بهدف والذي كان يسعى للتعويض.
في هذا الجانب سنتثني لاعب المحور الروماني رادوي والذي يؤدي كما لو كان من ناشئين الهلال ، الوحيد الذي أدى في هذا اللقاء ولكنها كرة القدم تلك اللعبة الجماعية والتي لن يشفع فيها اجتهاد أحد اللاعبين بمفرده .
جيرتس والمغرب والعجز عن إدارة اللقاء !البلجيكي جيرتس خسر الكثير بعدما ضاعت من بين يديه فرصة العمر ليكون معشوق الهلاليين .
المدرب البلجيكي ترك الهلال وتفرغ لتعاقداته الخارجية والتي كانت مع المغرب تارة ومارسيليا تارة أخرى وختاماً بليون الفرنسي ، حتى ظن الجميع أن جيرتس هو السوبر مان الذي ستمكنه قوته من قيادة ثلاثة فرق دفعة واحدة ، كل تلك الأشياء جعلت البلجيكي خارج عن تركيزه المطلوب لإدارة لقاء قوي مثل إياب نصف النهائي .
البلجيكي جيرتس وقف عاجزاً أمام سيطرة الإيرانيين على مجريات الأمور ولم يستطع التصرف فكانت النهاية المؤسفة للفريق .
جيرتس ارتبك وتاهت منه الحلول ، غاب جميع اللاعبين عن مستواهم لم يستطع إجراء أي تغييرات مناسبة في أوقاتها وقف عاجزاً أمام غياب القحطانيوهو داخل ملعب المباراة واختراعات أفراد الدفاع مثل المرشدي والزوري وهوساوي.