إذا كانت ألمانيا قد أعلنت أن منتخبها هو أفضل منتخب في كأس العالم ، وليس أدل على ذلك من ثلاثة عشر هدفاً في خمس مباريات، فمن المنطقي أن يكون أحد لاعبيها هو أفضل اللاعبين حسب مؤشر Castrol. ونجمنا هذا هو الكابتن فيليب لام، الذي أدى مباراة رائعة أخرى سحقت فيها ألمانيا الأرجنتين بأربعة أهداف دون رد هذا اليوم.
إن لام لاعب فذ لا يتوانى عن مشاكسة العمالقة سواء عندما يقوم بواجباته الدفاعية أو عندما يتقدم ليساعد في المهام الهجومية، ويؤدي في كلا الجانبين من الملعب، وفيما بينهما، بنفس المستوى الراقي الذي يثير الإعجاب. وفي العرض الساحر الذي قدمه اليوم فريق يواكيم لوف، الذي جمع بين المهارة والبراعة وروح الفريق المتماسك، خطف الكابتن الأضواء بأداء جعله يستحق المركز الأول في ترتيب اللاعبين حسب المؤشر – ذلك النظام المبتكر الذي يَستخدم أحدث التقنيات بهدف تحليل أداء اللاعبين بصورة موضوعية وتصنيفهم، ويُستخدم لأول مرة في كأس العالم FIFA.
لقد منحه خبراء Castrol درجات عالية مقابل دقة تمريراته، ففي المباريات الخمس التي خاضها مدافع بايرن ميونيخ في جنوب أفريقيا لعب 347 تمريرة، اكتملت 278 تمريرة منها كما ينبغي – وهي نسبة مذهلة بلغت 80 بالمئة. وفي مباراة الأرجنتين، قام بعمل 66 تمريرة، وصلت 48 منها إلى وجهتها النهائية بدقة. وبينما حقق مدافعون آخرون نسبة مئوية أعلى، كان من يلعبون في مركز الدفاع الأوسط هم من يميلون للعب التمريرات الأسهل والأقصر. كما شتت لام الكرة بعيداً عن مناطق الخطر ثماني مرات، ويحتل بذلك المركز 31 من بين 344 لاعباً في البطولة قاموا بتشتيت الكرة مرة واحدة على الأقل.
بيكيه ينضم لزميليه
قفز لام ليسبق الثنائي الأسباني خوان كابديفيلا وسيرجيو راموس اللذين كانا يحتلان مركزي الصدارة بعد دور الستة عشر. وما زال راموس يحتفظ بالمركز الثاني – حيث يتميز هو وكابديفيلا بإمكانية الاعتماد عليهما في التوزيع، بنسبتي 80 و81 بالمئة على التوالي – ولكن هناك عضو آخر في صفوف حرس الدفاع الأسباني يتقدم ليأتي خلفه مباشرة، هو جيرار بيكيه.
وقد لاحظ محللو أداء Castrol جهود بيكيه بصفة خاصة في مباراة باراجواي – رغم تسببه في ركلة جزاء – التي حصل فريق فيسنتي ديل بوسكي بفوزه بها على مكان في المربع الذهبي ضد ألمانيا. فقد تصدى بيكيه بنجاح للعديد من الكرات الخطرة ولم يكن هناك من هو أكثر منه – باستثناء حارس المرمى إيكر كاسياس – إسهاماً في تقليل فرص دخول أهداف في مرمى أسبانيا.
ولكن رغم أن المدافعين ما زالوا يفرضون هيمنتهم على مؤشر Castrol – حتى الآن على الأقل – فإن لاعبي الهجوم أصبحوا يقتربون شيئاً فشيئاً. حيث ارتقى دافيد فيا بفضل هدفه الخامس في جنوب أفريقيا إلى المركز الخامس، بينما يتبعه ويسلي شنايدر وتوماس مولر بعد أدائهما الرائع في دور الثمانية.
وكانت براعتهما في التسديد هي السبب الرئيسي لهذا الارتفاع الكبير في تصنيفهما، كما أن فرصتهما كبيرة في الوصول إلى قمة الترتيب بأدائهما في نصف النهائي وربما النهائي أيضاً. فقد سدد شنايدر 8 تسديدات على المرمى (9 إذا وضعنا في الحسبان تسديدة ارتطمت بالعارضة)، بينما سدد مولر 4 تسديدات...أسفرت كلها عن أهداف!
نجاح سواريز في التسديد
ارتفع أيضاً رصيد كل من لويس سواريز وميروسلاف كلوزه خلال منافسات دور الثمانية، وبرز الأوروجواياني بصفة خاصة بفضل تسديداته على المرمى، ولكن هذا الجانب الإيجابي قابلته نسبته البشعة – حتى كمهاجم – في التوزيع، حيث بلغت 49 في المئة فقط. كما كسب سواريز بعض النقاط بفضل تغطيته المزدوجة على الخط، ولكنه خسر أيضاً بعض النقاط بسبب ركلة الجزاء التي احتسبت ضده. وكلوزه هو ثاني أفضل مهاجم، وهو يحتل المركز 14 في التصنيف العام، وهو إنجاز طيب إذا ما وضعنا في الاعتبار أنه لم يلعب إلا 266 دقيقة مع منتخب ألمانيا.
وأفضل حارس مرمى حسب التصنيف هو الياباني إيجي كاواشيما، الذي تفوق على البرتغالي إدواردو لأنه لعب وقتاً أطول. ولكن مع خروج اليابان من البطولة أصبح من المنطقي أن نفترض تقدم أمثال الأسباني كاسياس والألماني مانويل نوير نحو المراكز الأولى.
وقد دخل كاسياس نادي المئة، وهو يحتل حالياً المركز السابع بين حراس المرمى بعد ظهور هادئ جداً في المباريات الأربع الأولى (باستثناء خطأ واحد). وكان واحداً ممن تألقوا في مباراة باراجواي، وأنقذ مرماه من ركلة جزاء ومن كرة أخرى لعبها روكي سانتا كروز.