أفضل حراس المرمى في كأس العالم
إذا كان حارس المرمى في كرة القدم يوازي نصف الفريق فإن هذه القمة تزداد
أثراً عندما يتعلق الأمر باللعب والمنافسة في نهائيات كأس العالم. لقد
عرفت البطولة عبر تاريخها أسماء كبيرة تركت بصمات لا تُنسى في سجلات الكأس
وبأحرف من ذهب، في الثلاثينيات، افتخرت إسبانيا بحارسها الشهير (ريكاردو
زامورا) الذي اشتُهر بقبعته وبراعته الكبيرة. وفي عام 1950 فُجعت البرازيل
بخسارتها المباراة الأخيرة بهدف لاثنين أمام الأورجواي، وظلت تحمل مسؤولية
الهزيمة لحارسها (تاربوزا) طيلة نصف قرن حتى وفاته. وفي أواخر الخمسينات
ومطلع الستينات لمع نجم الروسي (ليف ياشين) الذي يرى البعض أنه أفضل حارس
في التاريخ، لقبوه بالعنكبوت لقدرته على السيطرة على أية كرة، وابتكر
فلسفة التحرك والسيطرة على كل منطقة الجزاء بدل البقاء عند خط المرمى،
وبرع في صد ضربات الجزاء، وقيل في زمانه إن المهاجم المحظوظ وحده هو الذي
يسجل هدفاً في مرمى (ياشين) أول حارس مرمى يفوز بالكرة الذهبية.
وفي الستينيات لمع نجم الحارس الإنجليزي الشهير (جوردن بانكس) الذي كان
أعز إنجازاته الفوز بكأس العالم عام 66، لكن أشهر عمليات إنقاذه كانت
تصديه المدهش لرأسية (بيليه) في كأس العالم عام 70.
وفي ذات الفترة قدمت المكسيك حارسها (أنطونيو كاربهال) أكثر الحراس ظهوراً
في النهائيات، إذ شارك في خمس بطولات لكأس العالم ما بين عامي 50،66. وفي
السبعينات ظهرت أسماء مميزة في حراسة المرمى مثل البولندي (توماشيفسكي)
والسويدي (هنسترم)، لكن الأبرز على الإطلاق كان الألماني (سيب ماير) الذي
أسهمت براعته وجرأته في فوز ألمانيا بكأس العالم عام 74، ومرت أسماء مميزة
كالإنجليزيين (رايت كليمنز) و(بيتر شيلتون) والأيرلندي الشمالي (بات
جينجز) والروسي (دساييف)، لكن الاسم الذي بقى من الثمانينات كان للإيطالي
(دينازوف) أكبر حارس مرمى يفوز بكأس العالم.
وظهر الحراس الأفارقة مثل الكاميرونيين (أنكونا) و(سانجو) و(بيل) والمغربي
(بادو الزاكي)، ثم جاءت التسعينات لتحمل نمطاً مختلفاً من الحراس، وبالذات
من حراس أميركا الجنوبية الذين طالما لُقبوا بالمجانين، مثل (رينيه
أيجيتا) الكولمبي الذي اشتُهر بتصرفاته الغريبة وخروجه المتكرر من مرماه،
والمكسيكي، (خورخي كامبوس) الذي اشتُهر بألوانه المزركشة وخروجه من مرماه،
لكن أعقلهم كان البرازيلي (تافاريل) الذي اشتُهر بصد ضربات الجزاء قابله
السويدي (رافيلي) الذي بدا أحياناً أقل تعقُّلاً، أما أبرز حارسين في
التسعينيات، فكان الدنماركي (بيتر شمايكل) الذي حمى عرينه بقوة وبراعة
سواء مع (مانشستر يونايتد) أو مع منتخب الدنمارك، وحارس الباراجواي (خوسيه
لويس تشيلفيرت) الذي لم تأتِ شهرته من براعته في حراسة المرمى، ولكن من
براعته في تنفيذ الضربات الحرة وتسجيل الأهداف.
وفي وقتنا هذا قد تكون أبرز الأسماء للألماني (أوليفار كان) والإنجليزي
(ديفيد سمن) والفرنسي (فابيان بارتيز)، ولكن يبدو على نحو أو آخر أن حراس
المرمى في الماضي كانوا أبرع وأفضل بكثير.