الهلال يمتع لحد الإبهار ..ويكتسح بونيودكور مصرا على الإبحار .. بقلم العاشق محمد بنيس ..

انتقدنا (تهميش) الشلهوب ... و(تطنيش) خالد عزيز... وعندما أعادهما غريتيس شاهد العجب حتى قبل أن يطل شهر رجب ...

... كان الشلهوب (معلما) حقيقيا ... ولم أشاهده بهذا المستوى الخطير من فترة... عاد ليتحدث لغة الفنان ولغة لاعب محترف... قام بواجباته الدفاعية كمقاتل شرس .. وأبدع في المناورة والهجوم كعالم فيزيائي يفتت أجزاء الأجزاء للمسافات الطويلة والمتوسطة والقصيرة ...
... أهدى كرتين للقحطاني على طبق من ذهب... وقدم الفضة والإبريز لويلهامسون ... وكرته التي ردها من قلب الدفاع هي التي استمرت من ياسر لويلهامسون لنيفيز.. لهدف ثالث رائع...

... خالد عزيز بصم أنه من بين أفضل لاعبي الإرتكاز في آسيا والعالم... انتزع كرات من الخصم كالأرز... قدم كرسيا هانئا للمبدع البرازيلي ريفالدو وأمره بعدم التحرك ..
خلق خالد عزيز تشويشا حقيقيا على أية مبادرة للبناءات الهجومية للاعبي بونيودكور... وكان إلى جانب الدبابة البشرية الرومانية رادوي الثنائي الصعب بمعادلة وسط الميدان الدفاعية...

.... كانت تشكيلة الهلال أمام بونيودكور نموذجية لهلال نعرفه.. لهلال قوي.. لهلال راقي في نهجه أو منظومته التكتيكية... وكان غريتيس بعد أن أعاد ترتيب أوراقه لم يغامر كثيرا بمطلق الدفاع الخطي ... بالنظر للياقة البدنية العالية .. والقوامة الجسمانية القوية والفارهة للاعبين الأوزباك... بل أنه بحسه التكتيكي عرف أن مدربا برازيليا مثل سكولاري سيدخل في الشوط الثاني ليهاجم من أجل تعويض خسارته في الشوط الأول بهدف لصفر ... فاستعمل تكثيف الدفاع مع ورقه المرتد الهجومي الخاطف... فنتج عنه هدفان كان من أجمل وأروع الاهداف التي تدرس .. في التمرير وسرعة التنفيذ ..

...الهدف الأول... كان ركنية من نيفيز .. تصدى لها بروعة ما جد المرشدي برأسية قوية وذكية ... وكان فيها تشتيت في تركيز المدافعين الأوزباك... حتى أن المرشدي لم يكن مراقبا البتة !!!

... الهدف الثاني... رادوي ... الشلهوب يتقدم بسرعة و يقدم الشهد لويلهامسون الذي يسدد كرة باحترافية شديدة في مكان لايمكن أن تكون هدفا إلا منه...

..الهدف الثالث الشلهوب يرد كرة من داخل مربع الدعيع ... يتلقفها القحطاني بسرعة يحولها لويلهامسون في الجانب الأيسر يكتمها بصدره واعتقد المدافعون أنه سيوقف الكرة... ولكنه حولها بمكر الثعالب... وبعد أن رأى بعين ذئب تقدم نيفير... فأصبح تياغو منفردا تماما سجلها بسهولة شربة ماء....

الثلاثاء ... كانت عاصفة الضباب تهدى القمر الأزرق فريق القرن الآسيوي ... وأمام أنظار العالم ...

الأربعاء كان الهلال يصالح نفسه وجمهوره... ولقبه القاري... ويدك الأرض دكا,,, لتنبت 3 زهرات.. 3 وردات ... 3 زمردات...

كنا مرتعبين... نخاف على قلوبنا ... فعاد الهلال ليبكينا ... بكاء صارخا كالأطفال فرحة ...هكذا الأزرق دائما علمنا... ويعلمنا ثقافة التلقائية في الفرح والحزن... وثقافة أن لا يؤاخذ قسوة المنتقدين... ولايخاصمهم ... لأنها قسوة محبين... ولأن خصام المحبين تجديد محبة...

... وكيف فاجأنا الدعيع... بكل ها التألق... نعرف الدعيع هو سيد المرمى... ولكنه كالذي تراخي قليلا فيما سبق لكنه أمام بونيودكور أعاد ذاكرتنا إلى الحارس العملاق .. الحارس الذي لا يقهر ... الحارس وكما قال المحلل والمدرب التونسي الشهير عبد المجيد الشتالي ... حارس مرمى جيد سيساوي 90 بالمئة من الفريق..

...لماذا تألق الجميع... حارس عنكبوت... دفاع متماسك بلا أخطاء ... وسط ميدان دفاعي كالصخور الجلمودية ... وسط ميدان رابط وهجومي راقي إلى أبعد حد ... هجوم يعرف متى يلعب بالكرة ومن دون كرة .... متى يبطئ ومتى يسرع في التنفيذ...
لماذا ... هذه الروح الجماعية والقتالية الرائعة.... وهذا الذكاء التكتيكي الراقي من غريتيس ... لماذا؟

ستقولون إنه الهلال... سأقول... إذا كان الهلال هو الذي لعب أمام بونيودكور ... فمن هو الفريق الذي لعب إذن أمام الاتحاد في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين ؟

إنه الفريق الأوزبكي من أغنى الأندية... وجلب مدربا غالي الثمن فاز مع البرازيل بكأس العالم 2002 ووصل نهائي أمم أوروبا مع البرتغال... ووثق به المتعصبون الأنجليز فدرب فريق الميليونير الروسي رومان وهو نادي تشيلسي ... ثم يلعب له النجم والهداف دينيلسون الغائب بسبب التوقيف والبرازيلي الشهير جدا ريفالدو...
هذا الفريق يخسر أمام الهلال وبثلاثية نظيفة ...و(يتبهدل) في الرياض أشد (بهذلة) ... لذلك فالأمر غير عادي...

... أعترف وأبصم أنني في قمة السعادة التي لا تقدر الكلمات على وصفها .. ولكنني في نفس الوقت أستغرب كيف يكون المستوى صفرا في مباراة سابقة وفي المباراة الموالية يتحول مليون على عشرة... ألا تندهشوا مثلي.... لكن دائما ننسى أو نتناسى الدور القوي الفعال الآخر للإدارة ...ابتداء من الأسطورة سامي الجابر ثم الرئيس الأمير عبد الرحمن بن مساعد .. نهاية بأعضاء الشرف وحكمتهم البالغة في إعادة الأمور إلى نصابها...

الحب لا يكفي للهلال ... ولا العشق... ولا الجنون... هو ينطبق عليه ... أما للهوى نهي عليك ولا أمر.. لم يترك الدمعة تستعصي في عيوننا ولا أن يطول صبرنا...